لم يكونا متحدين بحنان إلَّا في الليل أثناء النوم. كانا يمسكان دائماً بأيديهما فتُنسى عندئذ الهاوية (هاوية ضوء النهار) التي كانت تفصل بينهما. ولكن هذه الليالي لم تكن تعطي توماس لا الوقت ولا الوسيلة لحمايتها والاعتناء بها. لذلك فهو عندما كان يراها في الصباح ينقبض قلبه ويرتجف خوفاً من أجلها: كانت تبدو حزينة ومتوعكة.
He found Luciana sitting alone at a table in the Allied officers' night club, where the drunken Anzac major who had brought her there had been stupid enough to desert her for the ribald company of some singing comrades at the bar."All right, I'll dance with you," she said, before Yossarian could even speak. "But I won't let you sleep with me.""Who asked you?" Yossarian asked her."You don't want to sleep with me?" she exclaimed with surprise."I don't want to dance with you.
Suddenly, by the sort of violent effort with which one wrenches one's head away from the pillow in a nightmare, Winston succeeded in transferring his hatred from the face on the screen to the dark−haired girl behind him. Vivid, beautiful hallucinations flashed through his mind. He would flog her to death with a rubber truncheon. He would tie her naked to a stake and shoot her full of arrows like Saint Sebastian. He would ravish her and cut her throat at the moment of climax. Better than before, moreover, he realized why it was that he hated her. He hated her because she was young and pretty and sexless, because he wanted to go to bed with her and would never do so, because round her sweet supple waist, which seemed to ask you to encircle it with your arm, there was only the odious scarlet sash, aggressive symbol of chastity.
I have no fear of men, as such, nor of their books. I have mixed with them--one or two of them particularly-- almost as one of their own sex. I mean I have not felt about them as most women are taught to feel--to be on their guard against attacks on their virtue; for no average man-- no man short of a sensual savage--will molest a woman by day or night, at home or abroad, unless she invites him. Until she says by a look 'Come on' he is always afraid to, and if you never say it, or look it, he never comes.
لم يكن صراخها لهاثاً ولم يكن تأوّهاً، بل صراخ حقيقي. كانت تصرخ بصوت عالٍ إلى درجة أن توماس أبعد رأسه عن وجهها وكأن صوتها الزاعق سيثقب طبلة أذنه. لم يكن هذا الصراخ تعبيراً عن الشبق فالشبق هو التعبئة القصوى للحواس: نراقب الآخر بانتباه بالغ ونسمع أدنى أصواته. لكن صراخ تيريزا كان بخلاف ذلك، يريد أن يُرهق الحواس ويمنعها من الرؤية والسمع. كانت المثالية الساذجة لحبّها هي التي تزعق في داخلها راغبة في إلغاء كل التناقضات، وفي إلغاء ثنائية الروح والجسد، وحتّى في إلغاء الزمن.
عندها تذكر توماس حكاية أُوديب. أُوديب أيضاً لم يكن عارفاً بأنه يضاجع أمه، ومع ذلك فإنه عندما عرف بالأمر لم يجد نفسه بريئاً. ولم يستطع تحمل مشهد الشقاء الذي سببه جهله ففقأ عينيه وغادر «ثيب» وهو أعمى.كان توماس يسمع زعيق الشيوعيين وهم يدافعون عن براءة ذمتهم، ويفكر: بسبب جهلكم فقد هذا البلد حريته لقرون عديدة مقبلة وتزعقون قائلين بأنكم أبرياء؟ كيف تجرؤون بعد على النظر حواليكم؟ كيف، ألم تصابوا بالهلع؟ أو لا عيون لديكم لتبصروا! لو كانت عندكم عيون حقاً لكنتم فقأتموها وغادرتم «ثيب»!كانت هذه المقارنة تروق له إلى حد أنه كان يستعملها مراراً في أحاديثه مع أصدقائه، وكان يعبّر عنها بعبارات أكثر لذعاً وأكثر فصاحة.
There was old sex in the room and loneliness, and expectation, of something without a shape or name. I remember that yearning, and was never the same as the hands that were on us there and then, in the small of the back, or out back, in the parking lot, or in the television room with the sound turned down and only the pictures flickering over lifting flesh. We yearned for the future How did we learn it, that talent for insatiability?
من يبغي «الارتقاء» باستمرار، عليه أن يستعد يوماً للإصابة بالدوار. لكن ما هو الدوار؟ أهو الخوف من السقوط؟ ولكن لماذا نصاب بالدوار على شرفة السطح حتى ولو كانت مزودة بدرابزين متين؟ ذلك أن الدوار شيء مختلف عن الخوف من السقوط. إنه صوت الفراغ ينادينا من الأسفل فيجذبنا ويفتننا. إنه الرغبة في السقوط التي نقاومها فيما بعد وقت أصابتنا الذعر.
منذ ذلك الحين وكلاهما يغتبط مسبقاً بالنوم سوية. وأميل تقريباً للقول بأن الهدف من الجماع بالنسبة لهما لم يكن النشوة بل النعاس الذي يعقبها. وهي، خاصة، لم تكن تستطيع أن تنام من دونه. لو صدف وبقيت وحيدة في شقتها الصغيرة (التي لم تعد إلا مجرد خدعة) كانت غير قادرة على إغماض جفن طيلة الليل. أما بين ذراعيه فكانت تغفو دائماً مهما تكن درجة اضطرابها. كان يروي من أجلها بصوت خافت قصصاً يبتدعها أو ترّهاتٍ وكلمات مضحكة يعيدها بلهجة رتيبة. كانت هذه الكلمات تتحول في مخيّلتها إلى رؤى مشوّشة تأخذ بيدها إلى الحلم الأول. كان يملك تأثيراً خارقاً على إغفائها وكانت تغفو في الدقيقة التي يقرر هو أن ينتقيها.
إنه لمن المضحك-المبكي أن تصير أخلاقنا الحسنة بالتحديد في صالح الشرطة، والسبب أننا لم نتعلم الكذب. فصيغة الأمر: «قل الحقيقة!» التي رسّخها آباؤها وأمهاتنا في أذهاننا، تجعلنا نشعر بطريقةٍ آلية بالعار حين نكذب حتى ولو كنا أمام الشرطي الذي يستجوبنا. وإنه لأسهلَ علينا أن نتخاصم معه وأن نشتمه (وهذا لا معنى له) من أن نكذب عليه صراحة (فيما هذا هو الأمر الوحيد الذي يجدر القيام به).